لعلّه يكون من الصعب معرفة حالة السوق إذا ما كانت صاعدةً أو هابطةً، لكنّه من المفيد معرفة ما يعنيه كل حالة على حدا. 

لذا، نستعرض في ما يلي شرحًا مستوفيًا للسوق الصاعدة مقابل السوق الهابطة، وما تعنيه كل منهما بالنسبة لاستثمارك. 

تعريف السوق الصاعدة (Bull Market)

تعتبر السوق الصاعدة البيئة المتفائلة والمزدهرة للأسهم بالنسبة للمشتري. وتعني السوق الصاعدة النموذجية أن نسبة البطالة منخفضة، وعائدات الاستثمار مرتفعة، وثقة المستهلك آخذة في الارتفاع. ويمكن أن تستمر الأسواق الصاعدة لفترة طويلة، مثل الفترة التي الممتدّة بين نهاية انهيار سوق الإسكان في الولايات المتحدة وبدء جائحة COVID-19. إلّا أن هذين الحدثين السلبيّين قد أديا إلى سوق مزدهرة بخلاف ما هو متوقّع. 

تعريف السوق الهابطة (Bear Market)

 يشير مصطلح "السوق الهابطة" إلى سوق الأسهم ذات الأداء السيء، الذي يؤدي إلى تصحيح الأسعار بنسبة تصل إلى 20 في المئة من الخسائر. وتعني السوق الهابطة النموذجية أن نسبة البطالة أعلى، وعجلة الاقتصاد أبطأ، وثقة المستهلك في حالة اضطراب. وقد يحتفظ المزيد من الناس بالنقد أو المدخرات أو الأوراق المالية ذات الدخل الثابت في مثل هذه السوق.

ودائمًا ما تنتج سوق الأسهم عن الأسواق الهابطة، لكن يمكن لتلك الأخيرة أن تكون طويلة الأمد إلى حدٍ ما. فقد أدّى انهيار السوق الناجم عن الوباء إلى سوق هابطة استمرت حوالي شهرين.

يمكن أن تحدث الأسواق الصاعدة والهابطة داخل القطاعات

 حتى إذا كانت السوق بأكملها لا تتعامل مع سوق هابطة أو صاعدة، إلا أنه يمكن أن تتأثر بعض الصناعات أو القطاعات المعينة بعملية التحول. فعلى سبيل المثال، شهدت أسهم التكنولوجيا عمليات بيع كبيرة في الربع الثالث من عام 2021. وفي أيلول/ سبتمبر، هبط مؤشر ناسداك المركب ثقيل التكنولوجيا بنسبة 5.31 في المئة، في حين انتعش القطاع على مدار شهر تشرين الأول/ أكتوبر.

كيفية معرفة إذا ما كان السهم "صعوديًا" أم "هبوطيًا"

 يمكنك البحث بشكل أعمق لتحديد إذا ما كانت الأسهم أو الصناديق الفردية تتّخذ اتجاهًا صعوديًّا (ويعرف أيضًا باسم الصعود بثقة) أو هبوطيًّا (ويعرف أيضًا باسم المعاناة لفترة طويلة من التراجع).

وتعتبر أسهل طريقة للقيام بذلك هي تحليل الرسوم البيانية، وإلقاء نظرة على النمط العام للمكان الذي تحرك فيه السهم خلال الأشهر القليلة الماضية. ويمكنك إقران هذا بالإشاعات والأخبار المتعلّقة بالشركة لتحديد وجهة المتداولين.

كيف يؤثر الصعود والهبوط على استثماراتك

 يمكن للمستثمرين رصد الفرص في الأسواق الصاعدة والهابطة. وحتى عندما تنخفض الأسهم، عادة ما يشتري المستثمرون "في القاع" للاستفادة من النمو المستقبلي.

ويذكّرنا المؤسس المشارك لشركة "Anand Rathi" الهندية، السيّد براديب جوبتا أن "تصحيحات السوق بنسبة 5-10 في المئة قد تكون شائعةً حتى أثناء الاتجاه الهيكلي الصاعد". وهذا يعني أنه يمكن حدوث تقلبات حتى خلال فترة النمو. وعلى نفس المنوال، غالبًا ما تكون الأسواق الهابطة سريعةً ويسيرةً، لكنها يمكن أن تستمر في ظل الظروف المناسبة. لهذا السبب، من المهم جدًا أن يكون لديك استراتيجية تلتزم بها حتى لا تنجرف بمشاعرك في خضم اتجاه صاعد أو هابط. 

وفي دراسة استقصائية على Nationwide، أعرب 65 في المئة من المستثمرين عن قلقهم بشأن إمكانية حدوث سوق هابطة في الولايات المتحدة على مدار الـ 12 شهرًا القادمة. ويمكن أن تسبب الأحداث الخارجية اضطرابًا حتى في المحفظة الاستثمارية الأكثر توازناً، ولكن معرفة أولوياتك مثل الأفق الزمني وتحمل المخاطر، أمر لا غنى عنه في هذا السياق.